قد رسمنا الدرب من دم علي

 

قد رسمنا الدرب من دم علي  

وأخذنا الفداء منك يا مقتداه

 

لما أن تيمني الوجد وأعياني الهيام

وترى متن أيادي الشوق وأشتد الأوام

لما أن نثرني الحب وأغناني الغرام

ينبض القلب على ذكرك من دون دمي

لما لا يحنو على غيرك تمثال الهوى

حين نقشت الحب من طبعك نقشاً فأستوى

من ترى يطى طغاة الحب في الكون سوى

ثغرك الباسم للعشاق يا نور السبيل

حيرتني حيرة العشاق أن فاض بهم حين الألم

حيرتني سفرة الطف إذا أشتد هواه وأضطرب

حيرتني كيف لا تسكن في ذكرك أوراق العزم

أنت لولا أنت ما هيجت الأفئدة الحراء دم

كلما قلبني الهم سأشكو

حينما يهزمني الدمع سأشكي

في قيامي في قعودي سأنادي

في جهادي وكفاحي أنت ذرعي

وإذا ما مالني الصعب بدربي

سأنادي يا علياً ياعلياً

تقلمت عظامي معالم الحزين

فامتلات من هواه القلايا

والعمر يا علياً كالوكر في يديك

يرتوي عطراً ندياً زكياً

فأربك عيليه ورداً

غطاً على الحياة

شوقاً يحثه حثاً عديا

ربيت يا عليا حقاً من الموالي

حصنته لكي يبدو قوي

غذيته المأزر بالحب والتفاني

والشوق للحبيب أين يحيا

حصنته بنصر يقيه عن سواك

والشوق فيك يبتهى فديا

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذنا الفداء منك يا مقتداه

 

 

يا رزايا صفوة الله علينا أدني

لمصاب يلهب الجرح بقلب مؤمن

ولتصبي حمم الدمع وفيض الحسن

لعلي وأندبي في كل رزاً يا علي

بعلي كيف سار النعش نحو الموطن

بدموع من حسين تشتكي للحسن

ونداءاً زينبيا يا أبي أفجعتني

وتركت الروح تنساب إلى رحم الرحمي

ذكريتي كلما أذكرها أغسلها من أدمعي

وجراحي تنزف الآلآم فألآلآم منذ المصرعي

فدعوني أمسح الدم عن الرأس المشع الأنزعي

وأداوي جرحه المغسول من مطلعي

أتغطي عينك الأكفان عيني

أكشفوها لأراه وانادي

كيف أحيا ورنين الموت يدعوا

جف دمعي وغلا متني حريقاً

يا والدي بقلبي مما أفاض حبي

أهات ساكن تبكي عليا يا بسمتي وحزني

قبل الفرار خذني لست أرى حيا اليوم شيء

لا تدفنوعظامي وصفوة الجهاد

لا تسكنوا فؤاد الدين حيا

الموت لا لحيدر بل للذي تجبر

يمضي بحشر جبار سقيا

لكن في الحنايا من وقعة المنايا

ما يشعل الجراحات ويحيا

اودعتك الأله ودمعتي نزاهه

والأسم دائما يبقى أبيا

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذ الفداء منك يا مقتداه

 

 

الحب قد ألهمني سر سحاب

فوجدت الجنة الخضراء عشباً وسماء

ووجدت الجنة الحمراء دما قد تماء

عجبا من الله لما أن وجدت الجنتين

حينما أنسج شعراً فيه يبدو لي فرات

وأرى كل القوى فيك سحراً كالمطر

هفوة من نعله تجذب شمساً وقمر

كيف لا أسعق سعقاً في أمير المؤمنين

بعلياً شقة الناقة بالأعجاز ذاك الجبلا

بعلياً ملك الملك سليمان فكان الأمثلا

بعلياً عرش بلقيس بلحظ الطرف حقاً نقلا

ذا علياُ ذا علياُ نعم قيل له أو قيل لا

جن قلبي مثلما قد جن قمبر

إن صدري أمض طول العمر كبر

حبك شيئاً فريداً لا يصور

فتراه ناطقاً من كل منحر

وعلى كل لسان يتبلور

فلقد صارت حروب الشعر جوهر

كفوا عن الملام في حبه الأمام

فإنما الهدى فيه تناءا

فكل ما أقول قصيراً لا يقول

لمجده الذي لا لا يباها

والوصف أن تحدى سمائه سيرزا

في أن وصفه باقا دراقا

يا من أردت دمي

أسئل بذاك أمي

فإنما ولائي من ولاها

يا والدي بقلبي مما أفاض حبي

أهات ساكن تبكي عليا

يا بسمتي وحزني

قبل الفراق خذني لست أرى حيا اليوم شيء

لا تسكنو عظامي وصفوة الجهاد

لا تسكنوا فؤاد الدين حيا

الموت لا لحيدر بل للذي تجبر

يمضي بحشر جبار سقيا

لكن في الحنايا من وقعة المنايا

ما يشعل الجراحات ويحيا

اودعتك الأله ودمعتي نزاهه

والأسم دائما يبقى أبيا

 

 

خذ حبيبي نبرة الأوتار من لحن الصفاء

أوما أسمع شعراً من خلاصات الوفاء

ذا حبيبي واقفا ينشد في الوجد قفاء

وينادي واه علياه بأركان الصلاة

لك مني واله ذاك الهدى ملتهبا

وأشتياق حف في القلب وفي الصدر أختفى

أنت سرٌ في ضلوعي للورى ما كشف

أتقر العين من دونك لحنا وترا

لو أراك لهب الشوق في أورد فؤادي ينطفي

فأنادي أمهلوني لحظة أمنع منة بير الزكي

أن قلبي صار كالطائر عشباً في ربوع النجف

يتغنى بعلياً والهوى فيما هوى لا يختفي

هكذا أنقشُ في الذات ندائي

وأشق الأسم براقاً جليا

قد جننا بالهوى منذ ألتقينا

وسراب الحب لا ينفع إلا

يا منحة الأمامة أني إلى القيامة أشتاق للأذى

على ظفاف فجرٍ أبحار للشروق

رغم الأسى وأمواج الطوفان

لأنني ولائي أحمل في دمائي

حباً لحيدر حقي كفاني

لأن في الصمود ترنيمة الخلود

هذا أنا اقولُ وذا به يقول

لكن كربلاء نحري بركان

فلتقرأوا حياتي من صفحة الثبات

قد صرت يا علي فوق الأكفاني

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذنا الفداء منك يا مقتداه

 

 

وردتا عينيك شدٌ من رحيق أقدس  

وردة أطلقها الدهر بماء النرجس

وردة لطخها القدر بمسك السندس

وأنا مثل فراش حول تلك الوردتين

وأنا في بحرك البيض مثل النورس

قد تنشطت به كل غيوم النفس

أنت في لب جناح كالصباح المشمس

طالما أنعشت قلبي يا أمير المؤمنين

أن نحري صار جسراً لك يا مولاي في كل الطقوس

يا علياُ أنا تلميذك مازلت أنيساً بالدروس

وعساني أكشف الهم كؤساً بعدها تتري كؤس

فمراني هو زرع النور يا مولاي في العبوس

جوهراً يفطر من نطق اللسان

وعيوناً ناطقاً فيها التفاني

ووقارا ًطالعا كل الكيان

أنت ربيت حسيناً في زماني

أنت من كان طريقي وعناني

أيها الكرار يا نبع الأماني

يا جنة القلوب ووهجة الدروب

تفاخرت على درب الرسالة

يا منعش الصلاة وبائس الحياة

من دمعة على الخذ مسالة

ما كان في الدموع ينتابها الخضوع

حقاً إلى على درب الجلالة

فرقرقي الجداول وأزرع لنا الفضائل

ليبلغ الهوى حتى الثمالة

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذ الفداء منك يا مقتداه

شهداء عبر الله بهم تلك القبور

باقة العمر التي قط من النحل الزهور

فتنة الناضر كانوا وسيبقوا للنشور

كحل الله بهم عين الهدى الأذكريين

كتب الله لهم عدلاً كباقي الأبرياء

صبغوا الميدان من أوداجهم لون الوفاء

من دماً لا تقل فيما أسالوه دماء

ثم قالوا لن تنال الأمة نصراً ومن دون دمي

وأبانوا أنها خطوة هذا الجيل نحو الأنجم

ودمنا قد وضعناها ليرقى جيلنا كالسلم

فإذا ما قصرت باقته إنا له خير حمي

لو يعود العمر عدنا وقتلنا

كي نرى بعد رضا الله رضاكم

لخطانا سدد الله خطاكم

وإذكرونا حين يشتد أذاكم

فلعل الحق يرتاد خطاكم

يا باقة الزهور بتنا على الوفاء

لدمك الذي قد سال بلسم

طبتم وطاب ترب أنتم به نزلتم

جنات عدن وخلذاً ومغنى

طابت بكم نفوسُ بالله قد أبيحت

فزتم وفاز من فيكم تقدم

يا ليتنا سعدنا بالموت في خطاكم

والله أنه فوزاً ومغنم

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذنا الفداء منك يا مقتداه

 

 

يا أصيل لو يمر العمر تبقى لا تزول

قوضت منك فروع للهداه ثم أصول

مذ أبونا أغمض العين على الجرح المهول

يا أبنا لما عن أهلك عجلت الرحيل

يا أبي كم تشتهي نفسي إذا قلت أبي

يتغشني من الفخر غشاءٌ ذهبي

وكفا أن تمطر العين محيا كالأبي

عجباً كيف طوا شخصك ذياك الأصيل

كنت أخشى قصة اليتم إذا صبت في جوف الضعفاء

كنت أنسى أنني يوم أذوق اليتم شذن البؤساء

يا أبنا بل أبا الأمة فلتبكيك حتى البعداء

أمة قد حرمت من عطفها الجفاء

كيف لو نادى المنادي مستجيراً

كيف لو سالت دموع البؤس تشكو

من له أن صرخ المظلوم يشكو

من له لو نثر القيد يديه

من إلى المطرود من بين بنيه

من إلى المبعد عن كل ذويه

ومن بقى علينا يا حصرنا المنيع

كرسيك الذي قد صار مجلس

تقنصت عليه أمية المعادي

أنشبت في نحر الحسين مقلب

تراثنا ذبيحاً ودينا جريحاً

وحياة المرأ سعر مقلب

تركت يا علي هذي البقاع نهب

للطامعين مكان ومركز

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذنا الفداء منك يا مقتداه

 

 

طربت أوتارك القلب فأنه النغم

فنسيت الهم ما أحسست حتى بألم

فكأن الحب شعراً وكأن الزهر فن

وأنا الحرف الذي يسري بتلك الشفتين

ليتني كنت تراباً لك من تحت القدم

ليتني من نسمات الروح قد صرت نسم

ليتني في ليلة القدر أراكم يا علم

لأصلي خلفكم يا سيدي لو ركعتين

فصلاتي هي من علمني الأسلام في لبس الكفن

ودعائي هو من فرج عني كل هم ومحن

وخشوعي لأله الكون من أججني ضد الوثن

رغم أني لولهم ثارت عليه آهات المحن

أيها الكرار ما أحلى طريقي

قد وجدت الحزن فيه كالرحيق

فبغير الجرح لم يسلى طريقي

وبغير الدم لم يبتل ريقي

ولقد أصبحت الآن عروقي

أن ليل البؤس لم يكفي شروقي

مددتها ذراعي إليك يا شراعي

أنت الخلاص يا روح السفينة

خذني إلى الحنان من مرضع الهوان

فأدمعي على خذي سخينه

سئمت من حياتي ما أروع الممات

فإن أضلعي باتت ضعيفة

خذني أيا أمامي للعز والسلام

خذ روعتي إلى دار السكينة

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذنا الفداء منك يا مقتداه

 

 

نفض الصبح رماد الليل عنا نائيا

وتواراه فأنا كنت كانا باكيا

بعد أن غيبت الظلمة فجراً هاديا

وأحتوى عرش العلا نوراً محب للسفر

كوكباً يسحره المحراب سحراً طافيا

فيغيب الشوق عرفاناً ويعلو راقيا

هو والله علياً حين يسمو عاليا

لجنان النور لما قلبت الليل

لا تسلني كيف سيف الكفر يهوي فوق رأس الساجد

بأختيال رغم أطفا قناديل ضياء الخالدين

فالتهاوى عمل الدين على دم الصلاة الرائدين

وهو يدعوا فزت يا رب ودمعي فوق شري شاهدين

وأتت أيتامه والدمع يجري

تنفر الأمال أي تنفي حياتي

ما مصيري بعد أن ترحل عني

ينهش الذئب فؤاد الوصل مني

كنت لي كهفاً منيعاً يا حبيبي

أين ألقاك بعيد البعد هذا

يا قلعة الأماني غصة يا الأماني 

يا فجرنا إليك الفجر كبر

لو تسألوا الجراحات

وتسألوا الصباحات عن رزئنا فإن الحالة أكبر

يا ظلمة الليالي وصفوة الأماني

يا طائر ينادي كل معشر

هلا أجبتموني بالله أخبروني

عن بلسم الجراحات وحيدر

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذنا الفداء منك يا مقتداه

 

 

هذه الأرض التى بين ثنايا لا تزول

أسكرت حصباه منها قروح ونزور

شهدت محنتنا فأمتلئت منها الجيوب

أنبتتنا فسقيناها من النحر دماء

كل يوم مر قد أوجعنا آلامه

وإلى أن جاء يوم لم نطق أسقامه

ملا العداد من الآلآمنا أرقامه

كان ثقلا فرميناه إلى رب السماء

أنبتتنا مثل باقي النخل والأنماط ملا بالجذور

أنبتتنا تعصف الريح فنهتز أبتهاج كالصخور

لم ترعنا هبة الريح فلم تفقدنا إلا القشور

قد علمنا كلما هبت فإن الجذر في الأرض يغور

وإذا زلزلت الأرض هتفنا

وإذا هبت أعاصير هتفنا

وصدى صرختنا الرعد يكوي

لم تزحزنا عن الأرض سفينة

أنها أجسامنا حين نقاتل

أنها أجدادنا باتوا تراب

يا سربنا المهاجر برداً إلى الفلات

شردته عصبة من بقاع

أن جاءتنا فأهلاً يا طيرنا المشرد

أننا دوماً لك في أنقطاع

يا طيرنا المهاجر عنا إلى البعيد

هلا تركت ريشة الوداع

يا طيرنا المهاجر عن وكره السعيد

ينعى عن ميادين الصراع

العشق في وباء لكل قاطنيه

يحفظ الذكرى وكل المتاعب

طير وأي طير في طبعه السماوي

مدت بنا سنبقيك ذراعي

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذنا الفداء منك يا مقتداه

 

 

يا غصون قطعت من أصلها قطع أنتقام

ثم رجت في زوايا النسل ما بين الظلام

بعد أن قلمها القطع فلا تنوي القيام

زاهرات منذ قطعت من جذرها

وكأني أسمع الجذع كأما تستجير

أرجعي أطفالي القطراء عن نهج الهجير

احرق الله يد القاطع في نار السعير

أرجعوها كيف تحيا الأم من دون أبنها

فأجابت أغصنا قد قطعت بين زوايا المختبر

أمنا لا تنجبينا أننا نترك في الصخر أثر

سوف نحيا يخرق الكسر صخورأننا نستمر

فأذا ما عاجلنا الماء قلبناه الى اعلى ضجر

فشلت تجرب القاطع فينا

ونمينا رغم حدو الماء عنا

في ثري مأمني صارت جدور

أين خلونا سننمو أوسنحي

فطمئني أيها الام علينا

كتب الله بأنا سوف نحيا

أماه لا تنوحي في حجركي القطيع

فجرحنا سيخفا اليوم زحفا

يا أمنا رياحا منهم على الطريقي

واستهدفوا بأن يقتلعوا الجذر

ياأمنا ثباتاً يا أمنا صموداً

قد كنتي دائماً في الريح صخرة

في الأمس قد بدانا

في شربة المعالي

وكان شربنا بالرفض خمرا

فالاصل حيدرا والماء نينوياًً

ونلتقي إمام العصر صبرا

شطو على الولايا عدتوا على الشفاهي

وجرعوا النفس بالموت قطرا

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذنا الفداء منك يا مقتداه

 

 

علميني الصبر يا أمي بناموس الدمي

جئت أدمي جسدا في جبهتي للهممي

لأعيش الزمن المر ويعلو ألمي

وألبي سيد الاحرار هذي كربلاء

قد سألت النفس والنفس أنا متهمي

بخل الدم فجوديه عطاء الكرمي

لتودي حقهه من قلبها قلب ضمي

ارقبيني اليوم ياعمي فقد حل الولاء

فأجابت يا صغيري أن دنياك ستمضي راحلة

والحياة هي أن تسعي الى الله بهدي القافلة  

قد رسمنا الدرب من دم علي

وأخذنا الفداء منك يا مقتداه

 

أنقر هنا للرجوع إلى صفحة الرادود شيخ حسين الأكرف